رسالة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى قادة الأمة الإسلامية بشأن الجرائم الفظيعة والإبادة الجماعية في غزة 

رسالة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى قادة الأمة الإسلامية/ أصحاب الجلالة والفخامة والسمو المحترمين وفقكم الله وسدد خطاكم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. 
وبعد،، فلا يخفى على حضراتكم الجرائم الفظيعة، والإبادة الجماعية لإخوانكم وأخواتكم وللأطفال والنساء، والشيوخ في غزة، وتدمير المستشفيات، والمساجد، والكنائس، وقطع الماء والكهرباء، ومنع تدفق المياه، والغذاء والدواء، والقصف المتعمد بجميع الأسلحة الفتاكة الذي أدى إلى استشهاد ما يقرب من ستة آلاف شهيد أكثرهم من الأطفال والنساء والمرضى والجرحى، وأكثر من 15الف من الجرحى، ونحوها من الجرائم التي يدخل كلها في حرب الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية. 
وأمام هذا الوضع الكارثي المأساوي، يتعامل معه معظم قادة الغرب بازدواجية غريبة، بل بتأييد واضح لكل هذه الجرائم بحجة الدفاع عن النفس، مع أن جميع الشرائع السماوية والقوانين الأممية تجيز مقاومة المحتلين بجميع الوسائل المشروعة، وأن ما فعلته المقاومة داخل غلاف غزة كان داخلاً في هذه الشرائع والقوانين، كما أنه كان ضد فرقة غزة العسكرية، في حين أن الحرب غير المشروعة من قبل دولة الاحتلال موجهة أساساً نحو المدنيين وإبادتهم، وترحيلهم، وتخويفهم، ومنع كل أمكنه منهم. 

أمام هذه المآسي الكارثية والمواقف المزدوجة يتجه علماء المسلمين إلى أصحاب الجلالة، والفخامة والسمو بما يفرضه عليكم عقيدتكم وأخوتكم، وضميركم أمام هذه المظالم.. وبناءً عليه نطلب من حضراتكم تحقيق ما يأتي
: أولاً: البدء بالإجراءات العملية المناسبة مع حجم الكارثة للضغط العملي لوقف القتال فورا. ومن أهم الإجراءات قطع العلاقات الدبلوماسية، والاقتصادية مع دولة الاحتلال من الدول ذات العلاقة. وإذا لم يتم وقف القتال فوراً فيجب على الدول الإسلامية موقف آخر من الحرب، من توسيع دائرة الحرب، والمقاطعة الاقتصادية للدول المساندة للاحتلال، ونحوها مما يملكه السادة الحكام. ولو اتخذ مثل هذه القرارات لارتدع المحتل الغاشم، ولأنسجم الشارع العربي والإسلامي مع قادتهم، ولتحقق الخير الكثير، وقضي على الأفكار المتطرفة، والشقاق والخلاف
ثانياً: وفي هذا الصدد ندعو القادة الكرام إلى تحقيق حلف إنساني من الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في آسيا وأوروبا، وأمريكا، الجنوبية، وأفريقيا، ومن المؤسسات الحقوقية والإنسانية، على مستوى العالم الحر. فما يحدث يعد جريمة العصر، وعنصرية نازية، وهولوكوست ضد أهلنا في غزة. 

ثالثاً: القيام بترتيب جسر جوي، وبري من المساعدات اللازمة لكل ما يحتاجه أهل غزة، فكيف يكون جوابنا أمام رب العالمين عن أهل غزة، ومرضاهم بدون وقود لتشغيل مستشفياتهم وحوالي 50% من بترول العالم في الدول الإسلامية، وإذا لم يستجب المحتل لهذا الطلب فالمطلوب الدعوة إلى مقاطعة شاملة، ومنع تصدير البترول والغاز لجميع الدول التي تقف مع الظلم والعدوان على غرار المقاطعة التي دعا إليها الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله
. رابعاً: بذل كل الجهود الممكنة لمنع ترحيل أهل غزة، لأن العدو المحتل يريد ذلك من خلال تدمير غزة على رؤوس أهلها، وعندما يتحقق له ذلك ستكون المرحلة الثانية ترحيل أهل الضفة الغربية، وعندئذ يحقق اليمين المتطرف الصهيوني أحلامه في دولة يهودية على فلسطين كلها. 

خامساً: التبرع بسخاء لأهلنا بغزة، والسماح بجمع التبرعات لصالحهم من خلال الجمعيات الرسمية. 

سادساً: إن أرواح هؤلاء المستضعفين وأعراضهم أمانة في أعناقكم، حفظكم الله، فإن حمايتهم، والدفاع عنهم فريضة شرعية، وضرورة وطنية وإنسانية، فلا يجوز التخلي عنهم، وأن الولاء والوقوف مع المحتل لقبلتنا الأولى ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم والقائم بحرب الإبادة لا شك أنه محرم، وخيانة لقضيتنا الأولى وتأباه الفطرة السليمة، والشهامة والمروة

. سابعاً: إن مع المسلمين وعد الله الحق، وسنن الله تعالى في المجرمين المحتلين: أنهم إلى الزوال، فالحق منتصر في النهاية، والظلم مندحر في آخر المطاف، والاحتلال زائل لا محالة، فقال تعالى: [وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ] (سورة الصافات:171\ 173) يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: إن أمتكم الإسلامية تنتظر من قادتها النصرة والوقوف بكل إمكانياتهم مع إخوانهم في غزة للحفاظ عليهم، ومنع الظلم والعدوان، والإبادة الجماعية لأهل غزة. وفقكم الله تعالى لتحقيق الخير والنصر، وجعلكم مفاتيح للخير ومغاليق للشر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الثلاثاء: 9 ربيع الآخر ١٤٤٥ هـ الموافق: 24 أكتوبر 2023م